آخر المواضيع

السبت، 9 مارس 2019

الفرق بين النفقات الرأسمالية والنفقات الإيرادية






التفرقة بين النفقات الرأسمالية والنفقات الإيرادية

النفقة: هي تضحية تقوم بها الشركة نظير حصولها على منفعة أو خدمة (إيراد) في المستقبل.


النفقات الرأسمالية:


 يمكن تعريفها بصفة عامة على إنها المبالغ التي تدفعها الشركة في سبيل الحصول على أصول ثابتة أو إضافة قيمة إلى قيمة الأصل القائم وذلك بتحسينه أو تعديله، أي إحداث زيادة في بند رأس المال، ويُستفاد من هذه النفقات لعدة سنوات، أي أن فوائدها تمتد لفترات محاسبية لاحقة،  وبالتالي فإنها تساهم في تحقيق الإيرادات لأكثر من فترة مالية سواءً بشكل مباشر أو بشكل غير مباشر .


النفقات الإيرادية :


  هي المبالغ التي تدفعها الشركة لكي تستمر في مزاولة نشاطها وتسيير اعمالها اليومية وتساهم هذه النفقات في تحقيق الإيرادات في نفس السنة أو الفترة المنفقة خلالها، أي أنها النفقات التي يُفترض أن يتحقق إيراد بسببها في المدى القصير .
ونظراً للآثار الخطيرة المترتبة على الخلط بينهما من تشويه للحقائق وإظهار القوائم المالية بصورة لا تعبر عن الواقع (غير دقيقة وصادقة) ونظراً لضرورة وأهمية التفرقة بينهما سنتناول النقاط التالية التي تساعد في عملية التفرقة بين النوعين:

1)      من حيث القيمة:
   تكون النفقات الرأسمالية عادة نفقات عالية القيمة على عكس النفقات الإيرادية فهي تعتبر نفقات صغيرة الحجم نسبياً، ولكن يصعب في كثير من الأحيان التفرقة بين النفقات الرأسمالية والنفقات الإيرادية من خلال حجمها، فتوجد نفقات تدفعها الشركة وتستفيد منها لعمر طويل بالرغم من حجمها الصغير كالمبالغ المدفوعة لشراء القرطاسية والآلات الحاسبة وسلة القمامة المستخدمة في مكاتب الشركات وغيرها من المبالغ التي تعتبر مبالغ صغيرة الحجم إلا ان الاستفادة منها تمتد لعدة سنوات، وبالتالي قد تعتبرها إحدى الشركات نفقات إيرادية نظراً لصغر حجمها بينما تعتبرها شركات آخرى نفقات رأسمالية نظراً لأهمية هذه المبالغ بالنسبة لرأس مال الشركة وكذلك بالنظر للفترات المستفيدة منها.
 أي ما يعتبر نفقة رأسمالية لشركة ما، قد يكون نفقة إيرادية لشركة أخرى، ففي الحياة العملية تعالج بعض الشركات النفقات الرأسمالية صغيرة الحجم على إنها نفقات إيرادية تماشياً مع مبدأ الأهمية النسبية ولتوفر على نفسها الجهد والوقت والتكلفة اللازمين لفصلها، وهذه المعالجات مع انها قد تعتبر تجاوز حرفي للقواعد والمبادئ المحاسبية المتعارف عليها إلا انها تساعد في تبسيط الإجراءات المحاسبية، وكذلك يراها البعض مقبولة اذا اتبعت بشكل مستمر، وذلك يتوقف على سياسة الشركة.
 وتطبق نفس المعالجة بالنسبة لنفقات اللوحات الإعلانية والهدايا والميداليات ومحافظ النقود وإمساكيات شهر رمضان والبطاقات الموزعة في مناسبة معينة والتقويم وأي أشياء توزعها الشركة مجاناً تعالج على إنها نفقات إيرادية إذا كانت صغيرة الحجم وتوزع بصفة دورية، أما اذا كانت كبيرة الحجم ولا تحدث إلا مرة واحدة في فترات متباعدة فيمكن معالجتها على إنها نفقات رأسمالية أو نفقات إيرادية مؤجلة.
 ويمكن القول أن القيمة المنفقة يجب أن تتناسب مع الإيراد المتحقق، بمعنى أخر إذا كانت قيمة النفقة متناسبة مع الإيراد المتحقق منها ويمكن تغطيتها من خلاله فإنها تعتبر نفقة إيرادية، اما إذا كانت قيمتها كبيرة بحيث لا يمكن تغطيتها بالإيرادات المتحققة فإنها تعتبر نفقات رأسمالية.
 وبصفة عامة تعتبر النفقة التي تزيد في قيمة الأصل وطاقته نفقة رأسمالية، والنفقة التي لا تزيد في قيمة أصل معين تعتبر نفقة إيرادية.

2)      من حيث التكرار والانتظام:
  تتسم النفقات الرأسمالية بعدم الدورية والتكرار حتى وان تكررت، في حين تتصف النفقات الإيرادية بالدورية وانتظام حدوثها، أي تُرافق المشروع طوال حياته وتستمر معه طالما إنه مستمر في نشاطه، إلا أن ذلك لا يحدث بصورة مطلقة ولا نستطيع في بعض الاحيان التفرقة بين النفقات الرأسمالية والإيرادية من خلال سمة الدورية، فمثلاً النفقات المدفوعة على الأصول الثابتة تعتبر نفقات رأسمالية ولكن في نفس الوقت تتسم بالدورية، حيث إنها تحدث على فترات متباعدة قد تكون نصف سنوية أو ربع سنوية، بمعنى أنه توجد فواصل زمنية بعيدة نسبياً بين فترات حدوثها.
                وقد تنفق الشركة نفقة بصورة عرضية وتعتبرها نفقة إيرادية فمثلاً المبالغ المدفوعة كتبرعات للغير وبالرغم من أنها مبالغ لا تدفع بصورة دورية إلا أنه في الحياة العملية تعتبرها معظم الشركات نفقات إيرادية.
وبشكل عام فإن النفقات الإيرادية تتكرر أكثر من النفقات الرأسمالية.

3)   من حيث الغرض من الإنفاق:
 تُدفع النفقات الرأسمالية لشراء أو للتوسع في الأصول الثابتة أو صنعها أو تحسين أصول قائمة (موجودة) وذلك لزيادة طاقتها وكفاءتها وسرعتها وإطالة حياتها الإنتاجية وتخفيض تكاليف تشغيلها، أو قد تُدفع لتحويل الأصل الثابت، فمثلاً صيانة وتعديل مبنى سكني ليصبح جاهز للاستغلال والاستخدام التجاري أو الصناعي، أو تحوير مبنى مستعمل لغرض البيع ليصبح قسم انتاجي، أو المبالغ المدفوعة لشراء قطع الغيار لأصل معين كتجديد المحرك للــسيارات أو للآلات، أو إجراء الصيانة الفنية الكاملة لأصل معين وكذلك أتعاب الفنيين القائمين بعملية الصيانة تعتبر جميعها نفقات رأسمالية.
    أما النفقات الإيرادية فهي تُدفع لتسيير الأعمال العادية للشركة، أي لها ارتباط بوظائف الشركة (الإنتاج والبيع والتوزيع والإدارة) كالأجور والمرتبات ومصروفات الوقود واستهلاك المياه والكهرباء ومصروفات السفر والمبيت للمستخدمين وعمولات البيع ومصروفات إدارة البيع ومصاريف اللف والحزم والمبالغ المدفوعة على التخزين والنقل وإيجار المكاتب ومصاريف الفوائد والعمولات المصرفية المترتبة على عملية التمويل ومصاريف خصم وتحصيل الاوراق التجارية، كذلك نفقات الصيانة الدورية كعمليات تنظيف وتشحيم الآلات ونفقات ترميم وسباكة ونجارة وطلاء المباني وغيرها.
  ويمكن القول أن أي مبالغ تُدفع للمحافظة على الطاقة الإنتاجية ومستوى كفاءة الأصول تعتبر نفقات إيرادية، وأن أي مبالغ تُدفع لزيادة الطاقة الإنتاجية تعتبر نفقات رأسمالية.
4)      من حيث مدة الاستفادة من النفقة:

  يستفيد المشروع من النفقات الرأسمالية على المدى البعيد، أي تعود على الشركة بالمنفعة أو الخدمة خلال فترات طويلة، بمعنى أخر لا تنتج ثمار هذه النفقات خلال فترة أو سنة مالية واحدة، بينما النفقات الإيرادية يُستفاد منها على المدى القصير، أي يتم إنفاقها على النشاط وتعود على الشركة بالمنفعة في فترة أو أقل من فترة مالية (إي ترتبط بدورة واحدة)، وتؤتي ثمارها كاملة خلال فترة مالية واحدة.
 إي إذا كانت الاستفادة من النفقة لمدة أكثر من سنة فتعتبر نفقة رأسمالية، وإذا مدة الاستفادة من النفقة محصورة في السنة المنفقة فيها فتعتبر نفقة إيرادية.
والمقصود بالاستفادة من النفقة هو مدى مساهمتها في تحقيق الإيرادات، فالنفقات الرأسمالية تساهم في تحقيق الإيرادات لأكثر من سنة وبالتالي ستستفيد منها عدة سنوات مما يستوجب توزيعها وتحميلها على السنوات المستفيدة منها، أما النفقات الإيرادية فهي تُساهم في تحقيق الإيرادات لفترة واحدة، ولا تستفيد منها السنوات الآخرى بشكل مباشر.
 نلاحظ مما سبق أن هناك علاقة سببيه بين النفقة الإيرادية وإيرادات الفترة المنفقة فيها، لأن الإيراد المتحقق لابد أن تكون هناك نفقة تقابله، وهو الواضح من المفهوم العام حيث أن كل مجهود يحدث يجب ان يقابله إنجاز.
                في بعض الحالات تنفق الشركة مبالغ وتستفيد منها لعدة سنوات إلا أنها تعتبر نفقات إيرادية كتكاليف حملات الدعاية والإعلان إذا كانت بشكل مكثف وفي شتى الوسائل، ونفقات البحث والاستكشاف ومصروفات التأسيس ونفقات الابحاث والدراسات وغيرها، ويتم معاملتها كأنها نفقات رأسمالية توزع على عدة سنوات نظراً لكبر حجمها ومدة الاستفادة منها وتسمى بالنفقات الإيرادية المؤجلة، إلا أن معاملة نفقات الابحاث والدراسات في شركات إنتاج الادوية مثلاً تختلف عن معاملتها في شركات آخرى لان منتجات هذه الشركات تحتاج للأبحاث والدراسات سنوياً ودورياً وبالتالي فإنها تعتبر نفقات إيرادية تُحمل على دخل السنة التي انفقت خلالها.

5)      من حيث المعالجة المحاسبية:
                بما إن النفقات الرأسمالية يُستفاد منها لمدة تتجاوز السنة الواحدة فأنه من العدل توزيعها على السنوات المستفيدة منها، ويعتبر الجزء الخاص بالسنة عبء على دخل نفس السنة، أما الجزء المتبقي فيظهر في الميزانية العمومية للشركة كرصيد سيُوزع في السنوات اللاحقة، بينما النفقات الإيرادية فهي غير قابلة للتجزئة وتقفل بأكملها في حساب الدخل (تظهر في قائمة الدخل) وتعتبر بأكملها عبء على دخل الفترة التي وقعت فيها.
 ويجب التنويه أن طبيعة النشاط قد تُحدد المعالجة المحاسبية لهذه النفقات، بمعنى قد يتم معالجة نفقة رأسمالية كنفقة إيرادية في شركة والعكس بالعكس في شركة آخرى، أي معالجة نفقة إيرادية كنفقة رأسمالية نظراً لطبيعة نشاط الشركة، فمثلاً شراء الاثاث يعتبر نفقة رأسمالية في بعض الشركات ونفقة إيرادية في الشركات الآخرى التي تتاجر بالأثاث، وكذلك نفقات الرسوم الجمركية ونفقات الشحن تعتبر نفقات إيرادية إذا كانت مدفوعة على البضاعة المشتراة بينما تعتبر نفقات رأسمالية اذا دفعت على شراء الاصول الثابتة.
ويمكن باختصار تسليط الضوء على بعض المخاطر المترتبة عن عملية الخلط بين النفقات الرأسمالية والنفقات الإيرادية:
  أن اعتبار النفقة الرأسمالية نفقة إيرادية يتسبب في تخفيض الارباح وقيمة الاصول وبالتالي انخفاض حقوق الملكية، وللأسف قد تظن بعض الشركات أن هذا الاسلوب جيد لتخفيض الضرائب دون النظر للمخاطر المترتبة عليه مستقبلاً.
·        أن اعتبار النفقة الإيرادية نفقة رأسمالية يتسبب في زيادة الربح وقيمة الاصول وبالتالي الزيادة في بنود حقوق الملكية، وتعتقد بعض الشركات إن إتباع هذا الاسلوب قد يساعدها في حال رغبتها في الاقتراض دون أن تعطي أي أهمية للآثار الخطيرة التي ستترتب عليه في المستقبل.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

نحن نعمل لنصعد من الصفر إلى الواحد ، وليس من واحد إلى مائة

authorمرحبا،اتمنى ان تنال اعجابكم هذه المدونة المتواضعة التي تهدف إلى تنمية قدرات المحاسبين والتي نسعى إلى نشر كل ما هو جديد في عالم المحاسبة المالية .
المزيد عني →

التصنيفات

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *